في مشهد يثير الحزن ويعكس مأساة اليمن، شهدت مدينة تعز صباح اليوم تفجيرًا انتحاريًا مروعًا استهدف مقر حزب الإصلاح، لكن القصة الأكثر ألمًا هي مأساة الطفل “هاشم”، الذي كان ضحية في عملية استهدفت استغلال والده سائق الدراجة النارية دون علمه.

وحسب المعلومات المحلية، استهدف التفجير القوي مبنى حزب الإصلاح في شارع جمال بتعز، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بين المدنيين والعاملين في المقر.

وفي خضم الفوضى، انتشرت صورة لطفل جريح تم نقله إلى المستشفى، ليتضح لاحقًا أنه “هاشم”، الذي توفي متأثرًا بجراحه، تاركًا وراءه قصة مأساوية أثرت في مشاعر الكثيرين.

تفاصيل الجريمة.. أب كأداة وابنه كضحية.

كشفت التحقيقات الأولية عن خلفية مؤلمة؛ فوالد الطفل “محمد حمادي” يعمل كسائق دراجة نارية لتأمين لقمة العيش لأسرته، وقد تم استئجاره من قبل مجهولين لتوصيل كراتين إلى المبنى المستهدف مقابل مبلغ زهيد، ولم يكن “محمد” يعلم أن الصناديق تحتوي على مواد متفجرة.

الأكثر مرارة أنه اصطحب ابنه “هاشم” في تلك الرحلة، ليكون الطفل الضحية الثانية للجريمة، حيث لقي حتفه بعد وصول الدراجة وانفجارها.

مشهد الانهيار.. فيديو يوثق لحظة فاجع الأب.

بعد لحظات من الانفجار، انتشر مقطع فيديو مؤثر يظهر الأب “محمد” وهو يحتضن جثمان ابنه “هاشم” الملطخ بالدماء، ويصرخ طالبًا الإسعاف، قبل أن ينهار عندما يدرك أن ابنه قد فارق الحياة، وهو مشهد يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون.

إدانة واسعة وصمة عار.

أدانت الأوساط المحلية والحقوقية الجريمة بشدة، معتبرة إياها عملًا إرهابيًا يستهدف المدنيين ويستغل الأبرياء لتنفيذ أجندات دموية، ووصف نشطاء الفعل بأنه “وصمة عار في جبين الإنسانية”، مؤكدين أن استهداف طفل واستغلال والده هو تدنٍ للقيم الأخلاقية.

بينما تواصل التحقيقات لتحديد المسؤولين عن هذا التفجير، تبقى قصة “هاشم” ووالده شاهدًا على التكلفة البشرية للعنف في تعز واليمن، وتذكيرًا مؤلمًا بأن ضحايا الحرب هم دائمًا الأكثر براءة وضعفًا.